دراسة السوق ودراسة الجدوى لأعمال شركة الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية

تسير المملكة العربية السعودية بخطى واثقة نحو تنويع اقتصادها من خلال رؤية 2030، حيث يُعد الذكاء الاصطناعي أحد الركائز الأساسية في هذا التحول. تستثمر المملكة بشكل كبير في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، من خلال قنوات تمويل ضخمة مثل صندوق الاستثمارات العامة الذي خصص 40 مليار دولار لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي وبناء شراكات مع شركات عالمية كبرى. وتُعد شركة “هيومن” المملوكة للدولة أحد أبرز المشاريع الجديدة، حيث تهدف إلى معالجة 7% من عبء العمل العالمي للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، وإنشاء مراكز بيانات بسعة 6.6 جيجاواط باستثمارات تقدر بـ 77 مليار دولار، وعقد تحالفات استراتيجية مع شركات مثل Nvidia وAMD وAWS وQualcomm.

تشير التوقعات المالية إلى ثورة قادمة في قطاع الذكاء الاصطناعي داخل المملكة. ففي عام 2024 بلغ حجم السوق نحو 4.46 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 60.6 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يقارب 43%. ومن ناحية أخرى، يُتوقع أن ينمو قطاع الذكاء الاصطناعي الموجه للأعمال من 810 ملايين دولار إلى 5.3 مليار دولار خلال نفس الفترة بمعدل نمو سنوي يبلغ حوالي 38%. كما أظهرت الدراسات أن 81% من الرؤساء التنفيذيين قد بدأوا بالفعل في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بينما يثق 57% منهم بقدرته على قيادة الوظائف الأساسية في أعمالهم.

ورغم التحديات مثل نقص الكفاءات، والتشريعات، ومتطلبات التكيّف الثقافي، فإن مشاريع عملاقة مثل نيوم والبحر الأحمر والمدينة الرقمية توفر أرضًا خصبة للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. تبني السعودية عشرات الحواسيب العملاقة، وتستورد آلاف معالجات Nvidia، وتدمج الذكاء الاصطناعي في منصات حكومية مثل “استشراف” و”سواهر”، مما يجعل هذا الوقت مثاليًا لاقتحام السوق السعودية في هذا المجال.

أهمية دراسة السوق في قطاع الذكاء الاصطناعي

إن تأسيس شركة تعمل في الذكاء الاصطناعي داخل المملكة يتطلب أكثر من مجرد فكرة مبتكرة. بل يتطلب استراتيجية قائمة على بيانات دقيقة وتحليل شامل.

في البداية، من الضروري فهم المشهد السوقي وتحديد القطاعات المستهدفة مثل الرعاية الصحية، والتكنولوجيا المالية، وتحليل الطاقة، وحلول المدن الذكية، ومعالجة اللغة العربية. يجب دراسة احتياجات أصحاب المصلحة، وأنماط الإنفاق، والدورات الميزانية، ومتطلبات التوطين اللغوي والثقافي.

علاوة على ذلك، فإن رسم خريطة المنافسة أمر بالغ الأهمية. يضم النظام البيئي للذكاء الاصطناعي في السعودية لاعبين عالميين مثل Google وAWS وNvidia، بالإضافة إلى كيانات حكومية مثل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وشركات محلية ناشئة مثل Lucidya وIntelmatix، فضلًا عن الكيان السيادي “هيومن”. تحديد نقاط القوة والضعف لدى المنافسين، ونماذج التسعير، والبنية التحتية أمر محوري في تحديد قيمة شركتك الفريدة.

فهم البنية التحتية التقنية يعد ضروريًا كذلك. تعمل مشاريع مثل نيوم وسدايا على تطوير بيئات مثالية لتطبيقات تعتمد على المعالجات الرسومية (GPU)، مما يفرض على الشركات الناشئة أن تصمم حلولها بشكل يتماشى مع هذه البيئات، سواء في أنظمة القيادة الذاتية، أو التعلم العميق، أو التعرف الصوتي.

أخيرًا، فإن تحليل القوانين ومتطلبات التوطين هو أمر لا غنى عنه. يجب الامتثال لنسب السعودة، والحصول على التراخيص، والالتزام بلوائح الأمن السيبراني، وتشريعات الخصوصية. كما يتطلب الأمر دراسة مدى توافر الكفاءات البشرية سواء من الجامعات المحلية مثل كاوست، أو من برامج تدريب مليون سعودي في مجال الذكاء الاصطناعي، أو من خلال شبكات التوظيف العالمية.

مكونات دراسة الجدوى لشركة ذكاء اصطناعي

تهدف دراسة الجدوى إلى تقييم فكرة المشروع من جميع الزوايا المالية والتنظيمية والتشغيلية والقانونية، لضمان جاهزيته للنمو والتنفيذ.

تبدأ الدراسة بتحديد التكلفة التأسيسية والتي تشمل مكاتب العمل، البنية التحتية للبيانات، التراخيص، البحث والتطوير، إيجار الخوادم، التوظيف، التسويق، والرسوم القانونية. ثم تأتي مرحلة بناء نموذج الإيرادات، والتي قد تعتمد على بيع تراخيص البرمجيات، أو تقديم خدمات استشارية، أو الاشتراك الشهري للأنظمة السحابية، أو تسعير يعتمد على واجهات البرمجة (API).

يتم بناء توقعات الإيرادات بناء على ثلاثة سيناريوهات: متفائل، واقعي، ومحافظ. كما تُحسب نقطة التعادل (Break-even) والتي غالبًا ما تكون بين 18 إلى 24 شهرًا لشركات الذكاء الاصطناعي في مرحلة التوسع.

الخطة التشغيلية يجب أن تتضمن أطر تطوير مرنة، بيئة DevOps متقدمة، أنظمة CI/CD، إدارة البيانات، وضوابط الأخلاقيات. يجب الالتزام بمعايير مثل ISO، وحماية البيانات، ومتطلبات الإقامة المحلية للبيانات.

تحليل المخاطر يتناول احتمالات تأخر العقود الحكومية، الاعتماد المفرط على مورد واحد مثل Nvidia، نقص المواهب، أو فجوات ثقافية. لذلك توضع استراتيجيات تخفيف مثل تنويع الموردين، أو التوظيف عن بُعد، أو اعتماد فرق عمل مختلطة.

استراتيجية الدخول للسوق تتضمن تحديد القطاع الأنسب لبدء تجارب أولية (مثل الصحة أو الطاقة أو البلديات). غالبًا ما تتطلب المشاريع الحكومية الكبرى 9 إلى 12 شهرًا للدخول، بينما يمكن إطلاق تجارب خاصة في 3 إلى 6 أشهر. تُبنى الاستراتيجية التسويقية والعلاقات وفق هذه الجداول الزمنية.

كيف تساعد Aviaan شركات الذكاء الاصطناعي في السعودية

بخبرة واسعة في السوق السعودي، تقدم شركة Aviaan حزمة متكاملة من الخدمات المصممة خصيصًا لنجاح الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.

تبدأ Aviaan بورش عمل لتحديد الرؤية، هيكل المنتج، وخطة الدخول للسوق. ثم تُجري فرق العمل مقابلات ميدانية مع وزارات، شركات، وجامعات، إلى جانب تحليل البيانات الثانوية، لرسم خريطة الفرص وتحليل المنافسين بدقة.

تقوم Aviaan بتصميم شخصيات العملاء المثالية (مثل مسؤول تكامل المدن الذكية في نيوم، مدير تقنية في أرامكو، أو مسؤول مخاطر في بنك محلي)، مما يساعد على تصميم دورات مبيعات واقعية، وجداول زمنية للميزانية، ومتطلبات المنتج.

تبني Aviaan نماذج مالية شاملة تمتد لثلاث إلى خمس سنوات، تشمل التكاليف الرأسمالية والتشغيلية، تكاليف المعالجات، هوامش الأرباح، وتكاليف الدعم الفني. كما توفر خطة تشغيل تشمل الجدولة، الحوكمة، التوطين، السعودة، وخطة التوظيف.

من الناحية القانونية، تساعد Aviaan في تأسيس الكيان القانوني، إعداد خطة السعودة، حماية البيانات والملكية الفكرية، وربط العملاء بجهات مثل سدايا للحصول على بيئة سحابية مرخصة.

من الناحية التقنية، تدعم Aviaan بناء فرق DevOps، إعداد الأنظمة المؤتمتة لاختبار وتحديث البرمجيات، وضمان التوطين اللغوي والثقافي للمنتج النهائي.

في ما يخص الموارد البشرية، تُنسق Aviaan فعاليات توظيف مثل الهاكاثونات، الشراكات الجامعية، والأحداث التقنية. كما تُساعد الشركات على الانضمام إلى برامج الاحتضان مثل مسك أو AstroLabs.

من الناحية التسويقية، تُشارك Aviaan في بناء هوية ثنائية اللغة للعلامة التجارية، وتصميم المحتوى التسويقي، وضمان الحضور في فعاليات كبرى مثل LEAP وDeepFest، مما يمنح الشركات الناشئة دفعة موثوقة في بداياتها.

أخيرًا، تنسق Aviaan تجارب أولية مع جهات حكومية أو تعليمية لتجربة منتج أولي (MVP)، جمع الملاحظات، تحسين المنتج، والاستعداد للإطلاق التجاري الموسع.

قصص نجاح ملهمة

من أبرز النماذج الناجحة، شركة “هيومن” التي تعمل كذراع سيادي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في المملكة، حيث استثمرت في بنية تحتية متقدمة، مما يفتح الباب أمام شركات ناشئة تقدم حلولًا مخصصة لهذه البيئة.

أما شركة Lucidya، فقد نجحت في تطوير حلول لفهم المحتوى العربي على وسائل التواصل، وجمعت استثمارات تجاوزت 6 ملايين دولار، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في استغلال فجوة السوق اللغوية.

كذلك شركة Intelmatix، والتي تُعد من أبرز الشركات التقنية الناشئة، وجمعت 20 مليون دولار، مما يعكس ثقة المستثمرين في حلول الذكاء الاصطناعي المخصصة للسوق السعودي.

الخلاصة

فرص الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية كبيرة ومتعددة، سواء في مشاريع كبرى مثل نيوم، أو في أنظمة القطاع الحكومي، أو في حلول اللغة العربية. إلا أن اقتحام هذا السوق يتطلب أكثر من مجرد طموح؛ بل يتطلب تخطيطًا قائمًا على أبحاث دقيقة، وخبرة تشغيلية، وتوافق ثقافي وتنظيمي.

تقدم Aviaan للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي خدمات متميزة تشمل دراسة السوق، دراسات الجدوى المالية والتنظيمية، بناء فرق DevOps، استراتيجيات التوظيف، خطط التسويق، وتنفيذ التجارب الأولية.

إذا كنت تخطط لإطلاق شركة ذكاء اصطناعي تستهدف الرياض، نيوم، أو أي مدينة سعودية، فإن Aviaan هي شريكك الأمثل لتجاوز التحديات وتحقيق النجاح في عصر التحول التقني في المملكة.

مدونات ذات صلة:

دراسة جدوى شركة في دبي، الإمارات العربية المتحدة (2024)

أبحاث السوق ودراسة الجدوى للمدرسة في دبي، الإمارات العربية المتحدة

أبحاث السوق ودراسة الجدوى لمقهى في دبي، الإمارات العربية المتحدة 

أبحاث السوق ودراسة الجدوى لمطعم في دبي، الإمارات العربية المتحدة 

أبحاث السوق ودراسة الجدوى لسوبر ماركت في دبي، الإمارات العربية المتحدة 

أبحاث السوق ودراسة الجدوى الفندقية في دبي، الإمارات العربية المتحدة

أبحاث السوق ودراسة الجدوى لعيادة في دبي، الإمارات العربية المتحدة 

أبحاث السوق ودراسة الجدوى لصالون في دبي، الإمارات العربية المتحدة 

أبحاث السوق ودراسة الجدوى لصناعة الرياضة في دبي، الإمارات العربية المتح